كشف علماء اسكتلنديون أن انخفاض مستوى الذكاء عند الأطفال له علاقة بالخرف أو التراجع العقلي عند الكبار بعد سن الرابعة والستين
وقد وجدت الدراسة التي اعتمدت على سجلات الأطفال في المدارس، ممن ولدوا عام واحد وعشرين، أن الأطفال الذين تميزوا بمستويات منخفضة من الذكاء هم أكثر عرضة للإصابة بالتراجع العقلي في سني متأخرة من حياتهم
على الرغم من أن الدراسة جديرة بالاهتمام فإنه ليس من الثابت أن الأشخاص الذين يمتلكون مستوى منخفضا من الذكاء فقط يصابون بالتراجع العقلي
هاري كيتون-جمعية مرض ألزهايمر
وتتضح علاقة التراجع العقلي في الكبر بانخفاض مستوى الذكاء في الصغر في سن الرابعة والستين، وتصبح أكثر وضوحا في الثانية والسبعين ثم تزداد قوة في السابعة والسبعين من العمر
ويقول مؤلف الدراسة، البروفيسور لورانس ويلي من جامعة أبادين الأسكتلندية، إن الدراسة التي قام بها تظهر أن هناك عنصرا متأصلا وليس عرضيا ناتجا عن ظروف بيئية يساهم في نشوء التراجع العقلي، بل أن هناك من يعتقد بأنه عنصر وراثي
ويعتقد البروفيسور ويلي وزميلاه في فريق البحث، وهما الدكتور جون ستار، المتخصص في أمراض الشيخوخة، والبروفيسور إيان ديري، المتخصص في علم النفس، بأن نفس الجينات المسؤولة عن الذكاء قد تكون مسؤولة عن تأخير الإصابة بالتراجع العقلي
وقال البروفيسور ويلي لبي بي سي أونلاين إن هناك الكثير من الجينات التي لها علاقة بالذكاء إلا أن بعضها على ما يبدو له تأثير يؤدي إلى تأخير الإصابة بالتراجع العقلي والتي لها علاقة أيضا بالكبر
وتقترح الدراسة بأن الأشخاص المعرضين للإصابة بالتراجع العقلي قد يستهدفون في المستقبل لأغراض العلاج الوراثي
ويضيف البروفيسور ويلي أن الفكرة الأهم في الدراسة هي تشجيع الآباء والأمهات على تطوير القدرات العقلية لأبنائهم وبناتهم بأفضل الوسائل الممكنة، بما فيها التغذية
وقد تضمنت الدراسة الأسكتلندية مراجعة اختبارات الذكاء لسبعة وثمانين ألف وخمسمئة شخص تقريبا، من الفتيان والفتيات الذين اختبروا عام اثنين وثلاثين، وقد راجعت سجلات المدارس زوجة البروفيسور ويلي التي تعمل في التعليم
البيانات السابقة
وكان البروفيسور ويلي قد رحب سابقا بدراسة رعاها مجلس الأبحاث الطبية حول الإصابة المبكرة بالتراجع العقلي خلال فترة خمسة عشر عاما من عام أربعة وثمانين حتى تسعة وتسعين
وقد استنتج ويلي بأن نتائج اختبارات الذكاء في تلك الدراسة ليس لها علاقة بالإصابة المبكرة بالتراجع العقلي
لكن الباحثين تمكنوا من الحصول على نتائج الاختبارات لتسعمئة شخص ممن أجروا الاختبار عام اثنين وثلاثين، الذين لا يزالون يعيشون في مدينة أبردين الأسكتلندية
وبعد مراجعة هذه المجموعة قال البروفيسور ويلي إن من الممكن الاستنتاج أن القدرة العقلية في أيام الطفولة تساهم في تأخير الإصابة بالتراجع العقلي
وكلما كان مستوى الذكاء في الطفولة منخفضا ازدادت فرص الإصابة بالتراجع العقلي أو الخرف بعد سن الرابعة والستين مع تفاقم الحالة مع تقدم العمر
وقد دعيت مجموعة من المتطوعين مكونة من تسعمئة شخص لإعادة نفس الاختبار الذي أجري عام اثنين وثلاثين وكانت الدرجات التي أحرزها هؤلاء متطابقة مع تلك التي أحرزوها عندما كانوا صغارا
وقال البروفيسور ويلي إن الظروف الاجتماعية والمادية لهؤلاء قد تحسنت كثيرا لكن مستوى الذكاء لم يتغير، وهذا أمر متأصل وليس ظرفيا
وقال هاري كيتون رئيس جمعية مكافحة مرض ألزهايمر إن الإصابة بمرض ألزهايمر تعود على الأرجح إلى مجموعة من العوامل بما في ذلك نمط الحياة والأمور الوراثية والبيئة
وأضاف أنه بالرغم من أن البحث جدير بالاهتمام فإنه ليس من الثابت أن الأشخاص الذين يمتلكون مستوى منخفضا من الذكاء فقط يصابون بالتراجع العقلي، وأوضح مثال على ذلك هو إصابة آيريس مردوخ، التي كانت إمرأة عالية الذكاء، بمرض التراجع العقلي